jump to navigation

فن المديح والسماع


فن المديح والسماع:

سفر روحاني وتأثير فني

على وجدان كل مريد و سالك


مقتطف من وكالة المغرب العربي : 09 – 03 – 2010

فن المديح والسماع موروث حضاري إسلامي يزيد عمره على أزيد من 14 قرنا، وسفر روحاني وتأثير

فني وجداني على كل مريد سالك، ظهر في عهد الرسول الكريم، واستمر وتطور وتوسع منتقلا من جيل إلى

جيل حتى صار إحدى وسائل تسامي الروح وعوامل تهذيبها لتأثيره الفني والوجداني على كل مريد سالك.
الأصل في المديح والسماع ما يدل على عموم الغناء والموسيقى، ويؤدى بأن ينشد فرد أو أكثر قصيدة لشيخ

من مشايخ التصوف بأصوات تترنح لها الأسماع وتتمايل لها الأجساد، وينتهي كل مقطع برد جماعي من

المريدين سواء بالتهليل أو بالصلاة على النبي المصطفى، بينما يستمر المنشد في تغيير الألحان من حين لآخر.
وبدايات فن السماع والمديح بالمغرب تعود إلى منتصف القرن السابع للهجرة عندما استحدثت أسرة العازفين،

التي كان رجالاتها من أعلام مدينة فاس ورؤسائها، عادة الاحتفال بالمولد النبوي، وسرعان ما انتقل هذا

الاحتفال إلى الأوساط الشعبية فكانت تقام الحفلات في الزوايا وحتى في المنازل، ويتم فيها التغني

بالقصائد والمولديات والمقطعات الشعرية المديحية.
وفي هذه المجالس الروحانية يتناشد المسمعون بأصواتهم، هذه القصائد والمقطعات والقدود،

على أساس الأنغام و”الطبوع” المتداولة في الموسيقى الأندلسية وذلك دون مصاحبة آلية،

فتصغي “الآذان عند ذلك بحسن الاستماع إلى محاسن السماع”.
على أن طبع “رمل الماية” يبقى، حسب البعض، “أفضل هذه الطبوع وأكثرها استعمالا

لكونه أقدر على استجلاء معاني التعظيم والجلال التي تليق بشخص الرسول الأعظم”.
وعموما، إذا كانت فنون الموسيقى تتجسد في وحدة العناصر فإن الموسيقى الدينية تبقى محملة بأساليب

أدائها وتقاليد مرتبطة بالمراسيم والمناسبات الدينية التي تنشد فيها وفق جملة من المواصفات تحدد

ما هو موسيقى الصوفية، وموسيقى الآذان وترتيل القرآن، وفن السماع والمديح، الذي ازدهر

بالمغرب بفضل الزوايا التي حافظت على تقاليده وأضافت عليه موازين معينة، وأفضى

ذلك إلى انبثاق أنساق خاصة بكل منطقة، وتم الاعتناء بالموارد

التي تتناول مولد الرسول وما أحاط بهذا الحدث العظيم.

التعليقات»

1. abdrahim - 22 نوفمبر 2012

تعريف جميل لهدا الفن الثراثي ونطلب من الله عز وجل أن يحفظ كل من يساهم في الحفاظ على هدا الموروث الروحي

2. السماع الصوفي - 21 جويلية 2015

اللهم آمين


أضف تعليق